-A +A
عبدالقادر فارس (غزة)
اكد عدد من المسؤولين الفلسطينيين على اهمية جولة خادم الحرمين الشريفين الاوروبية وشددوا في تصريحات لـ «عكاظ» ان الملك عبدالله يقود الحشد الدولي لانقاذ قضية العرب والمسلمين والتي هي القضية الفلسطينية واشاروا الى ان المملكة هي راعية السلام وصاحبة المبادرة العربية واعربوا عن الامل في ان تتجاوب الدول الاوروبية معها وتحدثوا عن اهمية هذه الجولة لدعم القضية الفلسطينية في مواجهة ما يحيق بها من مخاطر خصوصا بعد الأحداث الأخيرة، ومواصلة إسرائيل رفض مبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين وتبنتها جامعة الدول العربية.
وفي هذا الصدد قال د.كمال الشرافي مستشار الرئيس محمود عباس لحقوق الإنسان: مما لا شك فيه أن الجهد الكبير الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين، وتحركه القادم باتجاه أوروبا ، من أجل حشد المزيد من التأييد العالمي لقضية الأمة ، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية , ومحاولات القضاء على السلطة الفلسطينية وقيادتها الشرعية ، للقضاء على عملية السلام .

وهنا نذكر بالمواقف الشجاعة لخادم الحرمين الشريفين، فإن الملك عبد الله رأى أنه لا بد من وضع المجتمع الدولي وأوروبا أمام مسؤولياتها ،ووضع النقاط على الحروف ، خاصة أن إسرائيل تجاوزت كافة الخطوط ، وضربت عرض الحائط بمبادرة السلام الشجاعة التي تم تبنيها عربيا ، والتي ستكون أحدى النقاط الهامة في المباحثات التي سيجريها في جولته الأوروبية من اجل الحشد العالمي لوقف الاستهتار الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية .
كما قال إبراهيم أبو النجا نائب رئيس المجلس التشريعي السابق، عضو المجلس الثوري لحركة فتح نحن لدينا القناعة التامة بأن انعكاسات أي حركة أو أي جولة ، أو تأثير سياسة أية دولة تأتي من حجم التأثير ، وهذا نتيجة لثقة وحجم الجهود المتحركة التي تقوم بهذا التحرك . وليقيننا أن للأشقاء في المملكة العربية السعودية دورا مؤثرا وبارزا في السياسة الخارجية ، وتستطيع أن تلعب دورا كبيرا انطلاقا من إيمانهم بان عليهم واجبا تجاه أشقائهم وأن عليهم دورا لحماية المقدسات في فلسطين ،وما وصلت إليه قناعاتهم من أن هناك جرماً وإجراماً ومجازر ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية ، وأن عليهم دورا عربيا وإسلاميا أخلاقياً وسياسياً تجاه القضية الفلسطينية .
من هذا الفهم تأتي حركة خادم الحرمين الشريفين لعدد من الدول الأوروبية، في ظرف عصيب تمر به القضية الفلسطينية في ظل الأحداث الجارية في غزة ، ليحمل هذه الأمانة وهذه الرسالة ، ونحن متأكدون أنه سيكون لها آثار إيجابية على كل الأصعدة ، خاصة أننا بحاجة في هذه الظروف الصعبة الى من يحمل هذه الرسالة ليشكل قوة ودورا ، وتسمع له الكلمة ، لأنه في موقع القرار ، وخاصة أنه لازال يحمل مبادرة السلام . ونأمل ان يكون دور المملكة الكبير من خلال حركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على الصعيد الدولي مكللاً بالنجاح ، ونحن لنا كبير الثقة بالمسؤولية والثقل الملقى على عاتقه ، لتنعكس نتائج هذه الجولة إيجابيا على قضية شعبنا ، وإيقاف ما يتعرض له شعبنا من مجازر وتدمير واحتلال بات يهدد المنطقة بأكملها من خلال محاولات إسرائيل الالتفاف على مبادرة السلام العربية .
ومن جهته قال صالح عبدالعال عضو المجلس الوطني الفلسطيني ،الأمين العام للجبهة الإسلامية الفلسطينية إننا نعتبر أن هذا التحرك لخادم الحرمين الشريفين يأتي في ظل أخطار تهدد القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، ويأتي منسجما مع السياسة الخارجية للمملكة تجاه قضية فلسطين وقضيته القدس ، ونحن ندرك من خلال الوعي لدور المملكة وارتباطها بقضية الأمة الأولى ، أن هذا التحرك لخادم الحرمين الشريفين منسجم تماما مع دور المملكة الخارجي كأرقى انسجام ، وتأتي هذه الجولة استكمالا لجولات سابقة قام بها الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد ، كما أنها تأتي بعد موقف شجاع ومتميز تجاه استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي، وأنه لا بد من اتخاذ موقف حاسم إزاء العدوان الإسرائيلي وما ترتكبه إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، وأن المبادرة السلمية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين هي الفرصة الأخيرة لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي ، وبأنه لا بد من الانسحاب الإسرائيلي الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف .
وأوضح عبد العال أنه ونتيجة لمعرفتنا بمواقف الوطنية والصريحة وخاصة الدور الكبير الذي قام به لوقف الاقتتال الفلسطيني، ومؤتمر مكة , الذي للأسف انهار أمام استهتار البعض بالدم الفلسطيني، وإيصال القضية الفلسطينية الى هذا المأزق، ونحن متأكدون من الموقف المبدئي وغير الخاضع للحسابات اللحظية ، فإن نتائج هذه الجولة ستكون إيجابية بلا شك ، وذلك بعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين على عاتقه خدمة قضية فلسطين والقدس . إن تحرك خادم الحرمين الشريفين بالغ الأهمية ، ونعتقد أنه أصبح ناطقاً باسم العرب جميعاً ، وأن على أوروبا الإصغاء له ، ونحن نتطلع الى هذا التحرك بثقة وجدية ، خاصة بعد تراخي الموقف الدولي إزاء ما يجري ، ولذلك فنحن نعول كثيرا على هذا التحرك لخادم الحرمين الشريفين . فيما اوضح الشيخ يوسف جمعة سلامة ، وزير الأوقاف والشؤون الدينية السابق وخطيب المسجد الأقصى أن جولة خادم الحرمين الشريفين لعدد من الدول الأوربية ، جهد سعودي مشكور ومتواصل من أجل جلب الدعم الدولي لقضية فلسطين والقدس ، وهي مهمة في هذا الظرف بالذات الذي تتعرض فيه الأراضي الفلسطينية لأخطار لم يسبق أن تعرضت لها بسبب الصراع الداخلي، الذي حاول خادم الحرمين الشريفين تفاديه من خلال عقد مؤتمر مكة، الذي لم يصمد للأسف، وبات الوضع مهددا بإنهاء القضية الفلسطينية بشكل عام، ولذلك يجيء تحرك خادم الحرمين الشريفين مهما في ظل هذه الظروف .
وقال سلامة إن الدعم السعودي المتواصل للقضية الفلسطينية , والذي يتجسد اليوم بجولة خادم الحرمين الشريفين من أجل دعم القضية الفلسطينية ، لأن القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها كانت دائما في عقل وقلب خادم الحرمين الشريفين , وهذا تجسيد للسياسة التي دأبت المملكة العربية السعودية على انتهاجها منذ فترة طويلة ، كما تأتي هذه الجولة وما زالت مبادرة السلام , والتي نعتبرها المخرج الحقيقي للصراع العربي الإسرائيلي والتي وضعت إسرائيل على المحك ،وما زالت تهرب من استحقاقات المبادرة التي لقيت ترحيبا دوليا وتمت الإشادة بها داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة ، لتتحول الى مبادرة دولية .
واضاف سلامة ، إننا واثقون من أن خادم الحرمين الشريفين سيطرح بكل قوة ووضوح مطالب الشعب الفلسطيني والأمة العربية ، ومن اجل وضع حد للغطرسة الإسرائيلية التي باتت تتحدى كل المجتمع الدولي ، رافضة كل القرارات الدولية والمبادرات السلمية . وقال : إن مواقف خادم الحرمين الشريفين السابقة تؤكد للجميع أن مواقفه ثابتة ولا تغيرها المصاعب، ونعتقد أن الملك عبد الله هو الوحيد القادر على إسماع الصوت العربي للمجتمع الدولي، ونقل الخطر الذي يهدد المنطقة، إذا لم يتم حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، وهو أيضا نفس الموقف الذي يجب أن تفهمه دول الاتحاد الأوروبي ، التي رغم تقدم موقفها لا تزال مترددة وغير حاسمة تجاه ما يجري بحق أبناء شعبنا وقيادتنا وسلطتنا الوطنية .